المشاركات

إيديولوجيا اللا إيديولوجيا، فكرٌ رقميٌّ منْ دونِ هوية!

صورة
  بقلم: وسام أبو حسون في كلِّ يومٍ يطلّ علينا أحدُ مدعيّ الثّقافةِ وَ أحدُ مدراءِ تحريرِ الصّحفِ السّائلةِ البُرجوازيةِ ذاتِ المحتوى الرديء،   وَ يقول : " أنّهُ لمْ يعدْ يريدُ أيّةَ إيديولوجيّةٍ في الحلّولِ وَ يريدُ لِصحيفتهِ أنْ تكونَ مستقلةٌ وَغيرُ مؤدلجة،   وَمنْ ثمّ يلحقها بِعبارةِ   (وَ ذلكَ منْ أجلِ الوصولِ إلى الحلّ الدّيمقراطي   في سوريا) ".   سذاجةٌ لا مثيلَ لها تطرحُها مفرزاتُ العولمةِ حولَ فكرةِ الأيديولوجية،   الإيديولوجيةُ هيَ طريقةُ عملِ أيّةَ مَجموعةٍ مِن أجلِ إيجادِ الحلّ لِمشاكلِ المجتمعِ وَ الدّولةِ وَ الاقتصادِ،   أيّ أنّ الإيديولوجيةَ هيَ شيءٌ طبيعيٌ وَضروريٌ في العملِ السّياسي، وَلا يمكنُ لِلتّعدديةِ السّياسيةِ أنْ تستمرَ منْ دونِ التّعددِ الإيديولوجي وَ إنّ رفضَ الإيديولوجياتِ هي إيديولوجيةٌ بِذاتِ نفسها . عملتْ منظومةُ رأسِ المالِ العالميةِ على تعميقِها منْ أجلِ الحفاظِ على حالةِ الاستقطابِ وَ هذهِ الحالةُ حسبَ تعريفِ "سيغموند باومان" وَ هوَ عالمُ اجتماعٍ بولندي اسمُها    الإيديولوجيةُ السّائلة ".   الاستقطابُ الإيديولوجيّ الع

السّويداء ما بينَ الإدارة الذّاتيةِ وَ الإبادةِ الذّاتية

صورة
  بقلم فيديل عطالله:  في البداية: لروح الضحايا في مدينة شهبا السلام  قدْ كنتُ قدْ كتبتُ في مقالي الأولَ عنْ الإدارةِ الذّاتيةِ بِأنّها حالةٌ منَ العملِ الشّعبي وَ الجّماهيري يتمّ بناءهُا منْ أسفلٍ لِأعلى وَ بِاشتراكِ جميعِ الأجزاءِ المجتمعيةِ منْ أجلِ تسييرِ أمورِهم الذّاتيةِ بِمعزلٍ عنْ قوى السّلطةِ الحاكمة. ما قامَ بهِ أبناءُ مدينةِ شهبا في محافظةِ السّويداء منذُ أيامٍ بعدَ سقوطِ ثلاثةٍ منْ شبابِ المدينةِ على يدِ عصاباتِ الخطفِ العاملةَ تحتَ غطاءِ النّظامِ السّوريّ، هوَ نواةُ عملٍ ذاتي وَ إدارةٍ ذاتيةٍ حقيقية. بعدَ أنْ قامَ مجرمو العصاباتِ بِقتلِ الشّبانِ الثّلاثةِ نزلَ أبناءُ مدينةِ شهبا وَ قاموا بِحرقِ سياراتِ وَ منازلَ أفرادِ العصاباتِ،  وَ كذلكَ الأمرُ إغلاقَ أكشاكِ كافةِ المُتعاملين معهم.  لقدْ كانَ هذا تنظيمًا ذاتيًّا تمّ التّوافقُ عليهِ بِشكلٍ شعبي وَ جماهيري حيثُ تمّ تحقيقَ الهدفِ الشّعبي بِالأمانِ على يدِ الشّعبِ ذاتَ نفسهِ في سناريو يؤكدُ مقولةَ "إنجلز وماركس" "إنّ تحريرَ الطّبقاتِ الشّعبيةِ يكونُ على يدِ الطّبقاتِ الشّعبيةِ نفسها". وَ ليسَ عنْ طريقِ مجم

مظاهرات كوبا... برهان آخر على بعد الستالينيين عن الماركسية

صورة
  بقلم:  وسام أبو حسون تَشهدُ كوبا منذُ عدةِ أيامٍ احتجاجات ضدّ الأوضاعِ المعيشيةِ الخانقةِ الّتي تُعاني منْها البلادُ منذُ زمن.  قالَ أحدُ المتظاهرينَ:  نحنُ ننتفضُ ضّد الفقرِ وَ الجّوعِ والأوضاعِ المعيشيةِ السّيئةِ،  هافانا تعيشُ أسوءَ أيامِها وَ نحنُ لا نملكُ منازلًا ننامُ بِها في حينِ يقومُ الأغنياءُ بِبناءِ الفنادقِ وَ البيوتِ والقصور".  كَالعادةِ، الأحزابُ الشّيوعيةُ التقليديةَ " السّتالينيّة" أخذتْ موقفَها الرّجعي وَ وضعتْ كلّ الحقّ على الإمبرياليةِ العالميةِ وطالبتْ فوراً بِفكِّ الحصارِ عنْ كوبا وَ هذا ليسَ بِغريبٍ عنْ هذهِ الحركاتِ لِكونِ أنّ السّتالينيّةَ أجهضتْ حركةَ الطّبقةِ العاملةِ على المستوى الوطني وَالعالمي. نحن بالطبع ضد العقوبات الإمبريالية الغربية على الشعوب وَ لكنْ! ماذا لو لمْ يكنْ هناكَ حصارٌ على كوبا؟  هل كان الكوبيونَ سيعيشونَ حياةً أفضل؟  كيفَ يمكنُ أنْ تنطلقَ مظاهراتٌ عماليّةٌ ضدّ دولةٍ تُسمي نفسَها دولةَ العمال؟ لو كانتْ الثّورةُ الكوبيةُ الّتي قادَها "فيديل كاسترو" قدْ أنتجتْ فعلًا ثورةَ عمالٍ،  لما وجدْنا اليومَ أنّ الطّبقاتِ المضط

النّسويةُ المُقنَعةُ

صورة
  بقلم: وسام أبو حسون "جرائمُ الشّرفِ" في السّويداءَ وَ مِثلُها في إدلب، كذلكَ الأمرُفي الحسكة". ثلاثةُ  سلطاتِ أمرٍ واقعٍ في سوريا تشتركُ بِاحتضانِها لِمُجتمعٍ يقتلُ المرأةَ بِدمٍ باردٍ لِأنّها قررتْ أنْ تعيشَ أُنوثتها  في أبسطِ أوجهها.مازالَ النّظامُ السّوري ينافقُ بِدعمهِ لِلمرأةِ وَ حقّوقهِا مُنطلقاً منْ فكرةِ أنّ المرأةَ تستطيعُ الخروجَ منْ دونِ حجابٍ في مناطقِ سيطرته. هذا النّفاقُ يزيدُ وَ يزيدُ في مناطقِ الإدارةِ الذّاتية الّتي أشبعتْنا شعاراتٍ رنانةٍ وَ تمثيلٍ نسويّ في مسد بِنسبةِ 50 بِالمئة. في شمالِ وَ غربِ سوريا مازالَ صبيانُ "أردوغان" يرونَ عفةَ المرأةِ وَ خِمارَها وَ فصلِها عنْ الرّجالِ في الجّامعاتِ هوُ أكبرُ حقّوقها.  الليبراليونَ العلمانيونَ  الطّائفيونَ بِمعظمهمْ يرونَ الآنَ أنّ المرأةَ المُحجبةَ هيَ حالةٌ متخلفةٌ، وعلى المرأةِ أولاً خلعَ الحجابِ حتّى يتمّ الاعتمادَ عليها وَ الوثوقَ بِها. أردتُ هنا طرحَ هذهِ الأفكار لِلتّأكيدِ أنّ الحراكَ النّسوي لا يمكنُ أنْ ينفصلَ عن النّضالِ ضدّ قيمِ السّلطةِ الحاكمة. لقدْ حكمَ نظامُ حزبِ البعثِ لِأكثرَ منْ

الإدارة الذاتية........انشودة مفقودة

صورة
  بقلم: فيديل عطالله كَثُرَ  في الآونةِ الأخيرةِ طرحَ الإدارةِ الذّاتيّة على أنّها حلّ لِحالةِ التّناقضاتِ الّتي فرضتها مركزيةُ الحكمِ المُطبقةِ منَ النّظام الدّيكتاتوري السّوري على مدى الخمسينَ عامٍ الماضية. إنّ فكرةَ الإدارةِ الذّاتية تُعدّ منْ أهمّ الأفكارِ النّاضجة سياسياً وَ الّتي تتبعُها التّياراتُ السياسيّةُ الغربيّة منْ أجلِ التّحررِ منْ سلطةِ رأسِ المالِ الّذي يُسيْرُ السّياسةَ بناءًا على مصلحتهِ الشّخصية وَيدفعُ الملايينَ لِلأحزابِ الّتي سوفَ تتبعُ سياساتٍ تقومُ بِتعظيمِ أرباحه. أيّ أنّ  أساسَ الإدارةِ الذّاتية  أنْ تكونَ المجموعةُ الّتي قامتْ بِها مستقلةَ الرّأي وَ القرارِ، وَ لكنْ أينَ يوجدُ مثلُ هكذا تنظيمٍ حالياً في سوريّا؟  في شمالِ وَ شرقِ سوريا قامتْ الإدارةُ عنْ طريقِ حزبِ الاتحاد الدّيمُقراطي الّذي قامَ بِفرضِ سلطةَ أمرٍ واقعٍ وَ ليسَ عنْ طريقِ انتخاباتٍ شاركَ فيها جميعُ المواطنينَ في شمالِ وشرقِ سوريّا.  إنّ سلطةَ الأمرِ الواقعِ في طبيعتِها تَخلقُ حالةً كبيرةً منَ التّناقضاتِ الدّاخليّة وَ الّتي لنْ يتمّ احتواءها إلّا بِقمعٍ عسكريّ كما فعلَ نظامُ الأسدِ على مدى خمسي

قانون الأحوال الشخصية والزواج المدني! ضحاياه الذين لم تأتي سياسة على ذكرهم

صورة
  بقلم ريما صقر زواج باطل تعاني المجتمعات التي تحكمها الديكتاتوريات من غياب كافة حقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي في ضمان الحقوق الإنسانية. بعيدا عن جميع أشكال التمييز على أساس الجنس، وذلك نتيجة السلطة الذكورية المستمدة من إرث تاريخي قديم بعد انتهاء عصر الأمومة. الارث الذي تم استخدامه من قبل الحاكم ورجل الدين بما يوائم سلطتهم ورغم اقرار اتفاقية إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW) عام 1979 والتي تم تنفيذها عام 1981 الا ان هذه المجتمعات كان لها الكثير من التحفظات عليها بحجة أنها تخالف الشريعة الاسلامية سوريا التي يطلق عليها الكثيرين صفة العلمانية كان لها ايضا تحفظات كثيرة على هذه الاتفاقية والسبب ذاته ( مخالفة الشريعة الإسلامية )، ففي سوريا اليوم يخضع تطبيق القانون بشكل عام وقانون الأحوال الشخصية بشكل خاص لسلطة رجال الدين وفتاويهم، من احد هذه القوانين * عقد الزواج * الذي يعد باطلا حين يكون بين مسلمة وشخص من ديانة أخرى، في حال لم يشهر اسلامه ويقدم دليل على هذا الاشهار، فهذا باعتقادهم ارتداد عن الدين الإسلامي، بينما يُرحب بزواج مسيحية من مسلم لان ذلك سيتم حسب الشريعة الإسل

لاكاسا دي بابل….. مسلسل يروي قصة صراع طبقي بنكهة اسبانية- الجزء الثاني

صورة
بقلم وسام أبو حسون   أتابع في هذا الجّزء المقاربات الّتي أراد القائمون على مسلسل بيت من ورق إيصالها للمتلقي بطريقة درامية رائعة أسس اليسار في لَكاسا دي بابل علينا أن نعتبر المجموعة الّتي أسسها البروفيسور، هي حزب ثوري أراد الانتفاضة من أجل استعادة حقوقه.  كيف يوطد الحزب الثّوري صفوفه؟ أولاً:  وعي الطّبقة البروليتاريّة،  وهو ما عمل عليه البروفيسور لمدة خمسة أشهر قبل القيام بهذه العملية، حيث بدأت عملية التّوعية من أول لحظة حينما تذمر موسكو من طلب البروفيسور بضرورة بقائهم في مرحلة التّأهيل والتّدريب لمدة خمسة شهور من دون عمل ومردود مادي، فكان جواب البروفيسور “ أنت تدرس ل 12 عاماً في المدرسة من أجل العمل براتب متواضع طيلة حياتك، والآن تتذمر من التّعلم لمدة خمسة أشهر  من أجل تنفيذ عملية لن تضطر بعدها من أن تبيع قوة عملك للرّأسمالي“ مثال آخر على ضرورة توعية الطّبقات البروليتارية كانت في „الحلقة الخامسة من الموسم الرابع“ عندما كان اللّحامون  الّذين انضموا لعملية السّطو الثّانية على احتياطي الذّهب خائفين من أحد عناصر حراسة محافظ البنك المركزي، والّذي كان متمرس جداً على القتل فما كان من نيروبي إ